نجاح جراحة أحد الحالات المستعصية
في مجال جراحات القلب والأوعية الدموية، حيث يمكن أن تكون التحديات شاقة، فإن الحل الناجح للحالات المستعصية يؤكد أهمية الخبرة الجراحية الكبيرة للأستاذ الدكتور أحمد عبد الله رئيس قسم جراحة القلب بمستسفى كوبري القبة العسكري، استشاري جراحات القلب وجراحة الشرايين التاجية وجراحة القلب النابض وصممات القلب . نكشف عن قصة حالة مستعصية أصيبت بمرض تكلس الشرايين ونسلط الضوء على الخطوات والإجراءات التي ساهمت في تحقيق نتائجها المذهلة.
ما هو تكلس الشرايين التاجية؟
● تكلس الشرايين التاجية هو تجمع الكالسيوم في الشرايين التاجية، نتيجة تراكم اللويحات (الدهون والكوليسترول) في جدرانها، مما يؤدي إلى تصلبها بعد مدة تُقدر بحوالي خمس سنوات.
● يمكن أن يترسب الكالسيوم من مجرى الدم في أجزاء مختلفة من الجسم، خاصةً في الشرايين التالفة أو الملتهبة أو التي تم إصلاحها. عادةً ما يحدث التكلس الدقيق في البطانة الداخلية للشريان عن موت خلايا العضلات الملساء، حيث تبدأ الترسبات بحجم صغير يصل إلى 0.5 مايكرومتر وتزداد حجمًا حتى تصبح أكبر من 3 مم مع تراكم اللويحات في الوقت نفسه.
● عندما تتراكم اللويحات في الشرايين التاجية، يصعب على الدم المرور عبرها، وهذه الشرايين تلعب دورًا أساسيًا في توفير الدم الغني بالأكسجين لعضلة القلب.
● يمكن تصنيف تكلس الشرايين التاجية إلى نوعين: تكلس البطانة الداخلية للشريان وتكلس الطبقة الوسطى للشريان.
ما هي علاقة تكلس الشرايين التاجية بأمراض القلب التاجية؟
يُعد تكلس الشريان التاجي مؤشرًا مهمًا على إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي. فعند الإصابة بمرض الشريان التاجي، يقل تدفق الدم إلى عضلة القلب ويؤدي إلى نقص التروية. في حالة حدوث انسداد كامل لتدفق الدم إلى عضلة القلب، يمكن أن يحدث تلف لخلايا عضلة القلب، الأمر الذي يُعرف بالنوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب.
تأثير تكلس الشريان التاجي على علاج أحد الحالة المستعصية:
● يجعل تكلس الشريان التاجي الشرايين متصلبة وأقل قدرة على التمدد والانقباض، ليصبح من الصعب إجراء التدخل التاجي عن طريق الجلد أو رأب الأوعية الدموية، ويصبح من الصعب توسيع الدعامة أيضًا لإبقاء الشريان مفتوحًا.
● أصبحت تلك الحالة المستعصية أكثر صعوبة بفعل انسداد الشرايين بسبب تراكم الكالسيوم، مما أدى إلى مرض الشريان التاجي المنتشر، الذي يتميز بتراكم اللويحات في أجزاء واسعة من الشرايين التاجية. هذه الظروف جعلت حالة الشرايين سيئة للغاية، خاصةً مع إصابة الشريان الأمامي النازل، المعروف أيضًا بـ "صانع الأرامل"، وهو أكبر الشرايين التاجية.
علاج أحد الحالات المستعصية بنجاح:
مع استجابة طبية مُبتكرة وخبرة متقدمة، تمكن الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله من إجراء الجراحة للقلب بطريقة فريدة. تضمنت الجراحة الإجراءات الآتي:
● استئصال باطن الشريان التاجي النازل وتسقيف الشريان برقعة وريدية. في المرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي المنتشر الذين يخضعون لعملية ترقيع أو مجازة الشريان التاجية، قد يجعل التكلس الشديد إنشاء المفاغرة (اتصال جراحي بين بنيتين. وهي الوصلة التي يتم إنشاؤها بين الأوعية الدموية) البعيدة صعبة أو مستحيلة، مما يترك مناطق من عضلة القلب القابلة للحياة معرضة لخطر نقص التروية.
● يُعد استئصال باطنة الشريان التاجي تقنية نادرة تُستخدم مع جراحة زراعة الشريان التاجي، وعادةً ما يكون الخضوع لها إما لتسهيل إعادة تدفق الدم للشرايين غير القابلة للتطعيم (للترقيع) أو كوسيلة إنقاذ بعد فتح شريان متكلس بشدة، حيث يكون من الصعب إنشاء مفاغرة أو وصلة من شريان آخر.
● إضافة إلى استئصال باطن الشريان الأمامي النازل، أجرى الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله زرع الشريان الثدي وثلاث شرايين أخرى بالطرق التقليدية. تستخدم هذه الطريقة في حالات تقدم تصلب الشرايين إلى درجة قصوى، مما يؤدي إلى إغلاق شبه كامل أو كامل للشريان والأفرع الصغيرة المتفرعة منه. يمكن إجراء هذه الطريقة لعدة شرايين، مما يؤثر بشكل كبير في تحسين تغذية الدم لعضلة القلب.
نتائج جراحة أحد الحالات المستعصية:
نتيجة لهذا الإجراء، شهدت عضلة القلب تحسنًا ملحوظًا وزاد تدفق الدم إليها بشكل فعال. أعطى هذا التدخل الجراحي بواسطة الجراح الماهر الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله فرصة جديدة ليعمل القلب بكفاءة ويحسن من حالة الشرايين التاجية، مما انعكس على صحة المريض، وقدرته على ممارسة الأنشطة المتعددة في حياته مرة أخرى.